موضوع: مَنازِلُ الشَّمْسِ في شِعْرِ أَمَلْ دُنْقُُلْ الأحد مايو 06, 2012 12:00 am
مَنازِلُ الشَّمْسِ في شِعْرِ أَمَلْ دُنْقُُلْ نَمَطٌ مِنْ تَأْويلِ الْأَحاديثِ أَفْضَل للدكتور/ محمد جمال صقر مُقَدِّمَةٌ أقسم الحق -سبحانه، وتعالى!- بالشمس، في مطلع سورة باسمها: "والشمس وضحاها" (1) ، التي عبدها بعض الأمم: "وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله" (2) ، على رغم أنه -سبحانه، وتعالى!- كره بقاء آثار الإشراك به. وبهت سيدنا إبراهيم -عليه السلام! - النمروذ، بالشمس: "إن الله يأتي بالشمس من المشرق فائت بها من المغرب" (3) ، التي بهرته من قبل: "لما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر" (4) ، على رغم أنه – عليه السلام! – أدرك ما فيها من نقص المخلوق عن كمال الخالق؛ فهي التي تشرق على الدنيا؛ فكأنها لم يمسها ظلام، ثم تغرب عنها؛ فكأنها لم يمسها ضياء. سبحان الذي ذكر الشمس في كتابه ثلاثاً وثلاثين مرة (5) ، بين العابدية والمعبودية، والقريبية والبعيدية، والشارقية والغاربية، والمضيئية والمشعلية- وسخرها لاحتمال الأضداد؛ فأمنها ناس وخافها آخرون، وأحبها ناس وأبغضها آخرون!. ومن الناس؟ قال عبدالله بن المبارك، ، السيد العالم – رحمه الله ! – :هم العلماء، جوابًا صريحًا(6) . وقال أحمد شوقي، ، السيد الشاعر – رحمه الله! – هم الشعراء، جواباً ضمن بيته: "جاذبتني ثوبي العصي وقالت أنتم الناس أيها الشعراء" (7) . وكلا الجوابين سواء؛ فالعلم والفن، ومنه الشعر- سبيلان إلى الحقيقة مختلفان مؤتلفان، وكفى دليلاً أن الشعر في أصل لغتنا، العلم ( . لم يجد السيدان ابن المبارك وأحمد شوقي -رحمهما الله ! – في غير العلماء والشعراء، من علامات الحياة شيئاً! وكيف يدعي الحياة من لم يختبر ما فيه وما حوله بالعلم، أو يذقه بالفن! قال السيد أبو العتاهية -رحمه الله ! - : لا تطلع الشمس ولا تغيب إلا لأمر شأنه عجيب (9) . ولم يكن عجيب شأنها عند السيد أبي أمامة، إلا "الغلبة": "فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب" (10) . ثم لم يمر يوم من أيام هذا الحيّ، منذ حملق في الشمس أمنا أو خوفاً، وحبّاً أو بغضاً- إلا بمعنى لها عنده، وليد جديد، حتى إذا ما نشأ المتأخر، ورث ذلك كله، ورباه ونماه وزكاه. وإنا لنعجب كما عجب السيد أبو الفوارس، أن يبقى للمتأخر ما يزيده: "هل غادر الشعراء من متردم"! (11) . ونوشك أن نقر للسيد زهير ، مقالته: "ما أرانا نقول إلا معارًا أو معادًا من لفظنا مكرورا" (12) . - لولا ما نعرف من فطرة الأحياء على الاختلاف: "الناس أخياف" (13) . شَمْسُ الصَّعيدِ نفذ في القاهرة سنة 1957م، محمد أمل فهيم أبو القاسم محارب دنقل، المعروف بأمل دنقل (14) ، الشاب الصعيدي الشاعر المسنون، في السابعة عشرة من عمره القصير (1940-1983م)- مؤمناً بالحياة شعراً وبالشعر حياة (15) ؛ فذاق معالم الحياة كما لم يذقها أقرانه (16) ، وأولع بذكرها في شعره كما لم يولعوا (17) ، وكأنه كان يبادر الموت! كيف لا يذوق الشمس إذًا صعيديٌّ ، وهي الصعيد ، ويولع بذكرها من يبادر الموت، وهي الحياة! لقد تبينها على سبيل الاستعارة التصريحية، في {12} منزلا (معنى)، في {55} مرة، في {33} قصيدة من {89} هي مادة مجموعاته السبع بطبعة ديوانه الأخيرة، على النحو التالي في الجدولين (18) : الرقم المجموعة قصائدها الشمس قصائدها 1 البكاء بين يدي زرقاء اليمامة. 19 12 18 2 تعليق على ما حدث. 14 4 4 3 مقتل القمر. 16 8 5 4 العهد الآتي. 9 4 3 5 أقوال جديدة عن حرب البسوس. 2 4 1 6 أوراق الغرفة (. 13 10 6 7 قصائد غير منشورة. 16 13 6 المجمــــوع 89 55 33
الرقم المنزل المقدار المجموعة 1 الحياة 11 1، 2، 3، 4، 6، 7 2 الحقيقة 9 3، 5، 7 3 الحرية 9 4، 6، 7 4 الكبرياء 7 1، 2، 5، 6 5 الأمـل 5 1، 3 6 المجـد 4 1، 4، 7 7 الزمـان 4 1، 6 8 المحـال 2 3 9 الشـدة 1 2 10 الوعـي 1 2 11 الحـب 1 3 12 الخلـود 1 3 لقد نزلت الشمس في مجموعات الديوان كلها؛ فلم يكن لمثل هذا الشاعر المسنون المؤمن بالحياة شعراً وبالشعر حياة، أن يعمى عنها، ثم هي في مجموعات شعره مثلها في أبراج السماء: يطول منزلها ؛ فيكثر ذكرها، ويقصر ؛ فيقل ! شَمْسُ الْحَياةِ ولقد كانت "الحياة" قبل سائر منازل الشمس (معانيها)، أطولها الذي بينها فيه . قال أولاً: "الشمس (هذه التي تأتي من الشرق بلا استحياء) كيف ترى تمر فوق الصفة الأخرى ولا تجيء مطفأه! والنسمة التي تمر في هبوبها على مخيم الأعداء كيف ترى نشمها فلا تسد الأنف أو تحترق الرئه!" (19) . لقد كان ينبغي أن يطفئ الشمس مرأى الأعداء. ثم قال ثانياً: "الشهور زهور على حافة القلب تنمو وتحرقها الشمس ذات العيون الشتائية المطفأه" (20) . لقد قتلت الشمس المطفأة الزهور. ثم قال ثالثاً: "ها هو الرُّخ ذو المخلبين يحوم ليحمل جثة ديسمبر الساخنه ها هو الرخ يهبط والسحب تلقي على الشمس طرحتها الداكنه "(21) . لقد حجبت السحب الشمس. ثم قال رابعاً: "يقال: لم يجئ وقيل: لا بل جاء بالأمس واستقبلته في المطار بعثة الشرف وأطلقوا عشرين طلقة لدى وصوله وطلقة في كبد الشمس (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا ذلك الصباح)" (22) . لقد عفّت الشمس عن الشروق. إنه حين يكره الحياة ذليلة أولاً وثانياً، ثم ينكرها مزيفة ثالثاً ورابعاً- حريص عليها غير مفرط فيها، ولكن عزيزة صادقة. شَمْسُ الْحَقيقَةِ ثم كانت "الحقيقة" منزل الشمس الثاني، الذي تبينها فيه . قال أولاً: "هي الشمس أم إنها التاج هذا الذي يتنقل فوق الرؤوس إلى أن يعود إلى مفرق الفارس العربي الشهيد " (23) . لقد تنازعت الرؤوس الشمس تاجاً. ثم قال ثانياً: "نحن جميعاً نحجب ضوء الشمس ونهرب" (24) . لقد تداول الناس الشمس حجباً وهرباً. ثم قال ثالثاً: "أني مشى تحوطه حاشية من النساء يكسفن وجه الشمس أو يخسفن بالقمر (لذا فإن الشمس لم تشرق علينا ذلك الصباح)" (25) . لقد حجبت الحاشية الشمس. إنه يجد أولاً الحقيقة قد تنازعتها طوائف مدعيها، ثم يرى ثانياً وثالثاً سر ذلك أنهم يخافونها فينكرونها؛ فيزهد في الحياة، وهو الذي رأى أولاً الحقيقة تتبرأ من طوائف مدعيها جميعاً، لتنتسب إلى من بذل فيها حياته. شَمْسُ الْحُرّيَّةِ ثم كانت "الحرية" منزل الشمس الثالث، الذي تبينها فيه . قال أولاً: "البسمة حلم والشمس هي الدينار الزائف في طبق اليوم (من يمسح عني عرقي في هذا اليوم الصائف؟) والظل الخائف يتمدد من تحتي يفصل بين الأرض وبيني!" (26) . لقد وصف الطاهي اليومي، الشمس، ضمن المقادير. ثم قال ثانياً: "كانت الخيل في البدء، كالناس برية تتراكض عبر السهول كانت الخيل كالناس في البدء تمتلك الشمس والعشب والملكوت الظليل" (27) . لقد كانت الشمس للخيل في الزمان الأول. ثم قال ثالثاً: "عم صباحاً أيها الصقر المجنح عم صباحا هل ترقبت كثيراً أن ترى الشمس التي تغسل في ماء البحيرات الجراحا ثم تلهو بكرات الثلج، تستلقي على التربة، تستلقي وتلفح! هل ترقبت كثيراً أن ترى الشمس لتفرح وتسد الأفق للشرق جناحا؟ أنت ذا باق على الرايات مصلوباً مباحاً" (28) . لقد عجز الصقر المرسوم في العلم، عن أن يرى الشمس. إنه يسخر أولاً من دعوى الحرية التي جرى عبيد قومه من ادعائها، على نظام رتيب، ثم يرى ثانياً أهون تفريط في الحرية، باباً عريضاً للعبودية، ثم يستفزهم ثالثاً بذل العبودية إلى عز الحرية. شَمْسُ الْكِبْرِياءِ ثم كانت "الكبرياء" منزل الشمس الرابع، الذي تبينها فيها . قال أولاً: "ذهب الشمس العجوز انصهرا وهوى فوق نفايات الثرى وأنا أبكي على تل الرماد!" (29) . لقد ذابت الشمس، وسالت على الأرض. ثم قال ثانياً: "صار ميراثنا في يد الغرباء وصارت سيوف العدو سقوف منازلنا نحن عبّاد شمس يشير بأوراقه نحو أروقة الظل، إن التويج الذي يتطاول يخرق هامته السقف، يخرط قامته السيف، إن التويج الذي يتطاول يسقط في دمه المنسكب!" (30) . لقد غربت الشمس، فطأطأ لها العبّاد رأسه. ثم قال ثالثاً: "ما أقل الحروف التي يتألف منها اسم ما ضاع من وطن، واسم من مات من أجله من أخ وحبيب! هل عرفنا كتابة أسمائنا بالمداد على كتب الدرس؟ ها قد عرفنا كتابة أسمائنا بالأظافر في غرف الحبس أو بالدماء على جيفة الرمل والشمس، أو بالسواد على صفحات الجرائد قبل الأخيرة أو بحداد الأرامل في ردهات (المعاشات)، أو بالغبار الذي يتوالى على الصور المنزلية للشهداء الغبار الذي يتوالى على أوجه الشهداء إلى أن تغيـب!" (31) . لقد كانت الشمس ميتة حين كتب عليها المجاهدون أسماءهم. إنه يبكي أولاً انتكاس الكبرياء التي شيخت وبليت، ثم يسخر ثانياً من أمته التي كانت تجتهد في الكبرياء، فصارت تجتهد في الذل، ثم يفضح ثالثاً ضياع جهاد من يطلب كبرياء ميتة! شَمْسُ الْأَمَلِ ثم كان "الأمل" منزل الشمس الخامس، الذي تبينها فيها . قال أولاً: "والدم كان ساخناً يلوث القضبان هذا دم الشمس التي ستشرق، الشمس التي ستغرب، الشمس التي تأكلها الديدان!" (32) . لقد أرسلت الشمس الغاربة دم شروقها القادم. ثم قال ثانياً: "فأنا مثلك كنت صغيرا أرفع عيني نحو الشمس كثيرا لكني منذ هجرت بلادي والأشواق تمضغني، وعرفت الإطراق مثلك منذ هجرت بلادك وأنا أشتاق أن أرجع يوماً ما للشمس أن يورق في جدبي فيضان الأمس" (33) . لقد تعالت الشمس وأغرت الناظر. إنه يتمسك أولاً بالأمل على رغم يأسنا منه حيناً، وعلى رغم ضياعه أمامنا حيناً، ثم يذكرنا ثانياً كيف تعلق به، وكيف يشتاق إليه كلما باعده. شَمْسُ الْمَجْدِ ثم كان "المجد" منزل مشرق الشمس السادس، الذي تبينها فيه . قال أولاً: "في الليل، في حضرة كافور، أصابني السأم في جلستي نمت ولم أنم حلمت لحظة بكا وجندك الشجعان يهتفون: سيف الدوله وأنت شمس تختفي في هالة الغبار عند الجوله ممتطياً جوادك الأشهب، شاهرا حسامك الطويل المهلكا" (34) . لقد كانت الشمس في الميدان. ثم قال ثانياً: "اللوحة الأولى على الجدار: ليلى (الدمشقيه) من شرفة (الحمراء) ترنو لمغيب الشمس، ترنو للخيوط البرتقاليه وكرمة أندلسية، وفسقيه وطبقات الصمت والغبار! " (35) . لقد استغرقت الشمس الغاربة عين سليلة المجد. ثم قال ثالثاً: "ثوبها الأخضر لا يبلى، إذا خلعته رفت الشمس ثقوبه" (36) . لقد بقيت الشمس علاجًا . إنه يبين أولاً كيف يغيب العربي عن حاضره الأليم، ويعيش في ماضيه المجيد، ثم ثانياً كيف يتشوق لذلك المجد الآفل، ثم ثالثاً كيف يجدر بصاحب ذلك المجد أن يستغيثه ليستعيده. شَمْسُ الزَّمانِ ثم كان "الزمان" منزل الشمس السابع، الذي تبينها فيه . قال أولاً: "صديقي الذي غاص في البحرمات! فحنطته (واحتفظت بأسنانه كل يوم إذا طلع الصبح آخذ واحدة أقذف الشمس ذات المحيا الجميل بها وأردد: "يا شمس، أعطيك سنته اللؤلؤية ليس بها من غبار سوى نكهة الجوع! رديه رديه، يرو لنا الحكمة الصائبه" ولكنها ابتسمت شاحبة!) " (37) . لقد أبت الشمس رده. ثم قال ثانياً: "الطيور معلقة في السموات ما بين أنسجة العنكبوت الفضائي، للريح مرشوقة في امتداد السهام المضيئة للشمس، (رفرف فليس أمامك- والبشر المستبيحون والمستباحون صاحون- ليس أمامك غير الفرار الفرار الذي يتجدد كل صباح!) (38) . لقد نفذت سهام الشمس في الطيور، وأخذتها إلى المدى. إنه يائس أولاً من أن يمكنه الزمان من غايته، ثم خاضع ثانياً لدوران رحاه. شَمْسُ الْمُحالِ ثم كان "المحال" منزل الشمس الثامن، الذي تبينها فيه . قال: "وطفلاً كنت، كالأطفال ومركبة من الكلمات تحملني لعرش الشمس" (39) . لقد أبلغته مركبة الكلمات عرش الشمس. إنه يعجب لحاله صغيراً: كيف جرأه الشعر على طلب المحال! شَمْسُ الشِّدَّةِ ثم كانت "الشدة" منزل الشمس التاسع، الذي تبينها فيه . قال: "فاجأني الخريف في نيسان وطائر السمان حط على شواطئ البحر الشماليه طلبت من تحبه نفسي قبيل النوم فلم أجد إلا عذاب الصوم طلبت من تحبه نفسي (في الظل والشمس) فلم أجد نفسي!" (40) . لقد كانت نفسه هي من أحبه في الظل والشمس. إنه يؤثر ألا يهرب من الموت، وأن يعانيه وحده، كما عانى الحياة رخية وشديدة وحده. شَمْسُ الْوَعْيِ ثم كان "الوعي" منزل الشمس العاشر، الذي تبينها فيه . قال: "أيها العشب الذي ينضح حمى شمسنا مطفأة العينين دوما!" (41) . لقد ظلت الشمس مطفأة العينين. إنه ينعى على الساسة غفلتهم عما يدعوهم إليه في سبيل مصلحة أمته التي رصد لها حياته. شَمْسُ الْحُبِّ ثم كان "الحب" منزل الشمس الحادي عشر، الذي تبينها فيه . قال: " (كان يا ما كان) أنه كان فتى لم يكن يملك إلا مبدأه وفتاة ذات ثغر يشتهي قبلة الشمس ليروي ظمأه" (42) . لقد تمنت الفتاة الشمس. إنه يتذكر كيف استغرقه قديماً همه، وشغله عن سائر مشاعره، حتى صادفته فتاة باحثة عن الحب الطاهر. شَمْسُ الْخُلودِ ثم كان "الخلود" منزل الشمس الثاني عشر الأخير، الذي تبينها فيه . قال: "هواي له الشمس تنهيدة إلى اليوم بالموت لم تؤمن" (43) . لقد كانت الشمس نفسها تنهيدة هواه. إنه يفخر بخلوده وإخلاصه له. خاتِمَةٌ لقد مضى أمل دنقل في إنزال الشمس منازلها ، وتحميلها الأضداد، على ما سخرها الله له- إلى قسمين من المنازل ( المعاني ) : شارقي، وغاربي : أما الغاربي فالحياة ذليلة أو مزيفة، والحقيقة مدعاة متنازعة أو مخوفة منكرة، والحرية مدعاة أو مفرطًا فيها أو ضائعة، والكبرياء منتكسة أو ضالة أو ميتة، والزمان ميؤوسًا منه أو مخضوعًا له، والوعي غائباً. وأما الشارقي فالأمل متمسكًا أو متعلقًا به أو مشتاقًا إليه، والمجد معيشًا فيه أو مشوقًا إليه أو مستغاثًا مستعادًا ، والمحال متجرأ عليه، والشدة مكافحة، والحب مقبلاً، والخلود طائعًا. من ثم ينبغي ألا يُعدَّ أمل دنقل في شعراء الرفض الساخطين (44) ، ولا في شعراء القبول الراضين، بل في شعراء الدنيا (الدنيويين) الذين تتقلب بهم يسارًا ويمينًا فيرضون ويسخطون. ومن ثم ينبغي أيضًا لمن يراعي الديوان كاملًا في وعي رؤية الشاعر وأسلوبه -وهو أسد النقد منهجًا - ألا يعد الشمس صورة لمعنى (مشرق) من تلك المعاني، فلم تعد مفردة البناء، ولا مقيدة بأغلال الجماد (45) - بل أن يعدها رمزًا للدنيا التي عاش لها أمل دنقل، يساعد على وعي رؤيته وأسلوبه؛ فقد صارت مركبة البناء، مطلقة من أغلال الجماد. رحم الله الشاب الصعيدي الشاعر المسنون، ابن الشيخ الصالح، وتجاوز عن سيئاته، ولم يحرمنا أجره، ولم يفتنا بعده. آميـن! حَواشي الْبَحْثِ 1 سورة الشمس، الآية (1) . 2 سورة النمل، من الآية (24) . 3 سورة البقرة، من الآية (258) . 4 سورة الأنعام ، من الآية (78) . 5 عبدالباقي (محمد فؤاد): المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، مادة شمس . 6 صقر (الدكتور محمد جمال): نجاة من النثر الفني، الجزء الأول، ص6 . 7 ديوانه . 8 ابن منظور (أبو الفضل محمد بن مكرّم المصري) : لسان العرب، مادة شعر . 9 ديوانه . 10 ديوانه . 11 ديوانه . 12 ديوانه . 13 ابن منظور، مادة خيف. 14 آدم (الدكتور سلامة): أوراق من الطفولة والصبا، سفر أمل دنقل، بتحرير عبلة الرويني، طبعة الهيئة المصرية العامة سنة 1999م، ص223 . 15 سالم (الشاعر حلمي): الحداد يليق بالشعراء، سفر أمل دنقل، ص124، 16 حجازي ( الشاعر أحمد عبدالمعطي): رسالة إلى أمل دنقل، سفر أمل دنقل، ص10 . 17 السابق، ص11 . 18 دنقل (أمل): الأعمال الشعرية الكاملة، طبعة أطلس بالقاهرة، إيداع سنة 1995م، نشرة دار العودة ببيروت، ومكتبة مدبولي بالقاهرة. ولقد راعيت في ترتيب المجموعات، تواريخ طبعاتها الأولى، كما بينتها الرويني (الأستاذة عبلة): بيبلوجرافيا، سفر أمل دنقل، ص697. ولقد طبعت المجموعة الأخيرة "قصائد غير منشورة"، في مقدمة الديوان، وهي طائفة مختلفة الأزمان قدامة وحداثة، لم يثقفها أمل على وجه العموم، بحيث يقبلها في أي من سائر المجموعات، وإن ثقف منها بعض مقاطع قصائدها، وسلكه في مقاطع قصائد بعض مجموعاته الأخرى، من مثل بعض مقاطع قصيدة "العراف الأعمى"، المسلوك في قصيدة "سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس"، من مجموعة "العهد الآتي"- ثم إن " قصائد غير منشورة"، تحتمل أن تزيد بما يجترئ على إضافته ناشرها، مما لم يثقفه فينشره أمل، كأكثر المجموعة الخامسة "أقوال جديدة عن حرب البسوس"؛ ولذلك كله أخرت رتبتها، وأرى ألا نمكنها من إضلالنا عن سواء الحقيقة، متى أرخنا شيئاً من الظواهر]. 19 لا وقت للبكاء، مج2، ص317 . 20 سفر ألف دال، مج4، ص352 . 21 ديسمبر، مج6، ص452 . 22 الزيارة، مج7، ص52، ولتراجع في هذا المشرق كذلك ص212، 97، 483 . 23 أقوال اليمامة، مج5، ص411 . 24 ماريا، مج3، ص109 . 25 الزيارة، مج7، ص52، ولتراجع في هذا المشرق كذلك، ص9، 11، 12، 13 . 26 سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس، مج4، ص346-347 . 27 الخيول، مج6، ص460-461 . 28 بكائية لصقر قريش، مج6، ص473، ولتراجع في هذا المشرق كذلك، ص 462، 48، 58، 66 . 29 العشاء الأخير، مج1، ص223 . 30 أقوال اليمامة، مج5، ص414 . 31 قالت امرأة في المدينة،مج6،ص479، ولتراجع في هذا المشرق كذلك ص153،227، 274، 423. 32 أشياء تحدث في الليل، مج1، ص217 . 33 ماريا، مج3، ص111 . 34 من مذكرات المتنبي (في مصر) مج1، ص240 . 35 رسوم في بهو عربي، مج4، ص286 . 36 لا أبكيه، مج7، ص70، ولتراجع في هذا المشرق كذلك ص235 . 37 إجازة فوق شاطئ البحر، مج1، ص186 . 38 الطيور، مج6، ص456، ولتراجع في هذا المشرق كذلك ص192 . 39 قلبي والعيون الخضر، مج3، ص91، ولتراجع في هذا المشرق كذلك ص122 . 40 فقرات من كتاب الموت، مج2، ص253 . 41 حكاية المدينة الفضية، مج2، ص293 . 42 طفلتها، مج3، ص81 . 43 رسالة من الشمال، مج3، ص122 . 44 عوض (الدكتور لويس): شعراء الرفض، سفر أمل دنقل، ص52 . 45 زايد (الدكتور علي عشري): عن بناء القصيدة العربية الحديثة، طبعة 1981م، نشرة مكتبة العروبة بالكويت، ص126 .