عشق الرجل للمرأة قد عبر عنها الشعراء بشتي الطرق ، فمنه العفيف ، ومنه الصريح ، ومنه من خلد حبه العذري تمجيد لحبيبته كما فعل جميل بن معمر مع بثينة واشتهر بجميل بثينة ، وكما وجدنا العشق عند شعرائنا ، وجدناه في القرآن الكريم أيضا ، ولكنه عشق يختلف فعندما تعرض القرآن للعشق فكان له تعبيرا بليغا وعفيفا ، لا يمس مشاعر الناس بسوء ، ولا يستثير غرائزهم بلفظ مباشر ،
*فوجدنا حديث القرآن عن عشق امرأة العزيز لسيدنا يوسف :
"وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون "
* كما وجدنا حديث القرآن عن تعلق سيدنا يعقوب بولده سيدنا يوسف :
" وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ "
فأي عشق كهذا ، يعقوب وهو نبي الله نجده من العشق فقد بصره ، فيا لروعة عشقه ، وامرأة العزيز وما كانت تتمتع به من مكانة عالية ، ولكنها وقعت هي الأخري في العشق
فالكل مهما كانت منزلته من الممكن أن يقع في العشق ، ولكن هناك فرق بين العشق الطاهر النبيل ، والعشق الذي يشوبه شبهات .
وحينما نظرت من قبل في أحوال عشاق العرب وجدتهم لا يحملون إلا العشق الطاهر النبيل ، فكلمة عشق سواء أكانت في القرآن ، أو في شعر العرب ، نجدها تحمل معالم النبل ، والشهامة ، وسمات الرجل العربي الأصيل ، ويأتي السؤال :
لماذا تغير مفهوم العشق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
العصر الذي نحن بصدده اصبح أكثر انفتاحا علي العالم الخارجي بما يحمله من مساوئ ومحاسن ، فوجدنا الشباب والفتيات من صغرهم يتكلمون في أمور الحب ولا يدركون معناه ، ثم يصلون بالحب إلي العشق دون أن يدركوا معناه هو الآخر ، وكل الأمر أن الحب بينهم هو بداية تعارف ، أما العشق فهو كنوع من الأثارة الجنسية بين الرجل والمرأة ،
ومن هنا فهم مفهوم العشق خطأ ، فقد تداخل الأمر بين العاشق والباحث عن الشهوة ، وشتان بين الأثنين
ومن أراد مثالا فلينزل إلي الجامعة مثلا
سيجد
كثير من يطبق الحب وقليل من يفهم معناه
والحب في نظرهم علاقة عاطفية بين رجل وامرأة ، وفي الحقيقة الأمر خلاف ذلك فالحب ليس بالعلاقة العاطفية فقط ولكن المفهوم الصحيح له هو الحب للحب وليس لأي غرض آخر ، فنجد في الحب
التدين والالتزام ونبل الأخلاق والشهامة والاحترام .................... وكل هذه الصفات تضع تحت مسمي الحب بين الحبيبن
أما العشق فهو مرحلة تفوق الحب بمراحل فمن خلالها يصل المحب أو العاشق إلي درجة قد تصل به إلي الجنون كما وجدنا مجنون ليلي
ولكن العشق الذي قصدته ليس كمن فهموه بأنه نوع من الإثارة الجنسية ، ولكنه عشق قائم علي حب في الله ، وليس بشرط أن يكون العشق بين رجل وامرأة
ولكنه بين أي فرد .
ولكم تحياتي